لا أكاد أصدق، أنا لا أنقل الخبر من أي قناة (متآمرة!)،
أخي الشقيق أنس وهو من أوائل مؤسسي الحزب، الرجل الهادئ اللطيف المبتسم مع جميع الناس، والذي يعتصر قلبه ألما لأحوال أهلنا في المحافظات، والذين نرى نازحين منهم يوميا، فوجئ وهو ذاهب إلى بيته مساء بسبطانة دبابة موجهة إلى حارة بيته في تخطيط كفرسوسة، ومنطقة التخطيط في كفرسوسة هي المنطقة القريبة من التنظيم، وهو حي سكني حديث، أي ليس ضمن البساتين على الطرف الثاني من المتحلق، وليس في مناطق الريف حيث يبرر الجيش تواجده بها من اجل صد هجمات الجيش الحر!
لماذا تقف الدبابة إلى جوار أبنية سكنية في دمشق، ولماذا وفي الأيام الماضية يهتز بيت أخي مع جيرانه من وقع القذائف من الجيش النظامي على حدود طريق حيهم السكني.
هل عندما يقوم الجيش بضرب مناطق الأهالي السكنية فإنه يقوم بعملية جراحية دقيقة للقضاء على المنشقين أو على الثورة، ام أنه يريد إرهاب الشعب.
من الذي يصدر الأوامر وكيف يفكر؟
أنا أجزم أن كل من يتخذون القرار في النظام هم مؤيدون للثورة الشعبية ويعملون على إذكائها بقوة وإشعالها بعنف حتى تستمر وتسقط النظام والدولة معا.
إلى أين تأخذ القرارات الرعناء البلاد والعباد؟
عانى أخي في الأيام الماضية من قيام عناصر من الجيش بعمليات إطلاق نار عشوائية في مدخل بنائهم ليلا، مما جعله مرة يستيقظ مذعورا ليحمل أطفاله من غرفتهم إلى الممر داخل البيت حتى لا تصيبهم ( رصاصة طايشة) من مقاتل بطل يظهر عضلاته على المدنيين العزل!!
طفح الكيل معه فحمل عائلته وانتقل للنوم عند والدتي، رغم ما يشكل هذا من إزعاج لأخي طالب الثانوي.
من حق كل من يقرأ الخبر أن يضحك من بساطة الموضوع، ومن حقه أن يتألم حسرة من اهتمامي بأخي وعدم كتابة مقالة تدمي العين وتعصر القلب وتؤجج الغضب عن ما يحصل لأهلنا في حمص وريف دمشق وريف حلب ودرعا ودير الزور وغير ذلك،
لكن ليعلم الجميع أن مجرد نزوح أخي لأيام وبشكل آمن ومرفه يؤلم، فكيف بمن يتشرد وينهب بيته ويعتدى على أهله، وكيف وكيف...!!
هذا الخبر من داخل البيت وليس من الإعلام المتآمر!!